تتحول انظار العالم مجددا الى منطقة الشرق الاوسط ابتداء من اليوم الجمعة وحتى بعد غد الاحد عندما يستضيف الاردن المرحلة الخامسة من بطولة العالم للراليات في حدث استثنائي اجمع على قيمته الفريدة جميع العاملين في مجال رياضة المحركات.
ورغم ان المملكة الهاشمية سطرت اسمها في تاريخ منافسات السرعة بعدما اضحت اول بلد في المنطقة يحتضن احدى مراحل بطولة العالم للراليات فان العالمية لم تعد غريبة عن الشرق الاوسط الذي شد انتباه المتابعين حول الكرة الارضية اليه عندما استضافت قطر بطولة العالم للدارجات النارية على حلبة لوسيل وتبعتها البحرين عبر استضافتها بطولة سباقات سيارات فورمولا واحد على حلبة صخير.
وعموما لم يعد المشهد غريبا عن المنطقة وسط الفورة الحقيقية التي تشهدها رياضة السيارات ما جعل الكثير من كبار مراكز القرار يعتبرون الشرق الاوسط وجهتهم المستقبلية وخصوصا ان المنظمين هنا اثبتوا ان بامكانهم تنظيم الاحداث على مستوى رفيع مستندين الى بنى تحتية بمواصفات لا تضاهى.
ولا شك بان حلول بطولة العالم للراليات للمرة الثانية في احد البلدان العربية (استضاف المغرب مرحلة عام 1976) يمنح ثقة اكبر للاتحاد الدولي لرياضة السيارات الساعي بطرق عدة الى جعل المنطقة احد ركائز مشاريعه الاساسية وقد شجعته بالدرجة الاولى الحماسة الموجودة والسعي الدائم للارتقاء الى مستوى التحديات اضافة الى اصرار القيمين على الوقوف تنظيميا على الاقل في مصاف البلدان التي تملك تاريخا مجيدا في عالم السرعة.
ومن رئيس الاتحاد الدولي ماكس موزلي الذي لعب دورا اساسيا في جعل الاردن على روزنامة البطولة العالمية الى مالك الحقوق التجارية للفورمولا واحد بيرني ايكليستون تسابقت الاسماء المعروفة الى استعراض ايجابيات اقتحام بلدان المنطقة لخارطة رياضة السيارات.
وكان ابرز التصريحات الاخيرة ما اطلقه مدير فريق سوبارو الحالي وفريقي بينيتون وبار سابقا في فورمولا واحد ديفيد ريتشاردز عشية رالي الاردن متوقعا مستقبلا زاهرا للشرق الاوسط في رياضة السيارات ومعتبرا ان المنطقة ستلعب دورا اساسيا في البطولات المختلفة.
وسبق ان قال ريتشاردز خلال تواجده في البحرين على هامش معرض مختص اقيم قبل ايام على استضافة سباق فورمولا واحد: "ابتداء من السنة المقبلة ستملك منطقة الشرق الاوسط ست حلبات بمواصفات عالمية وهذا الامر يدل على ان الخليج العربي اصبح نقطة اساسية في حسابات رياضة المحركات".
واضاف: "هذه المنطقة من العالم تضع خطة عمل لرياضة المحركات ويفترض علينا الانتباه الى الامر".
ولم يتأخر ريتشاردز بعد وصوله الى الاردن عن اظهار حماسه للرالي الوافد حديثا الى البطولة العالمية مؤكدا ان النجاح الباهر سيكون في انتظار المنظمين في نهاية المطاف.
وقال ريتشاردز: "كان حلما طويلا بالنسبة لي رؤية بطولة العالم للراليات تصل الى الشرق الاوسط وانا راض بشكل اكبر لانها ستقام في الاردن".
ومعلوم ان ريتشاردز كان على صلة مع نشاطات رياضة السيارات في الشرق الاوسط منذ منتصف سبعينات القرن الماضي عندما نظم عدة راليات في الخليج وعمل مع البطل المعروف القطري سعيد الهاجري الفائز ببطولة الشرق الاوسط للراليات ثلاث مرات تحت ادارة "برودرايف" التي يشرف عليها بنفسه هو علق على الموضوع قائلا: "لقد اسست صداقات رائعة هنا في المنطقة وانا اتطلع بشوق للقاء الجميع في الاردن. ستكون تجربة مختلفة للفرق كلها وانا متأكد انه مع دعم الامير فيصل بن الحسين رئيس الاردنية لرياضة السيارات سيصل التنظيم الى اعلى مستوى مع توقعاتنا بمقابلة اروع استضافة عربية".
ويبدو لافتا ان الاشادة برالي الاردن لم تقتصر على الاداريين بل انتقلت الى السائقين الذين لم يتخلفوا عن ابداء رأيهم الايجابي رغم صعوبة الطرقات ودرجات الحرارة المرتفعة التي تواجههم خلال السباق.
وبرز ما قاله سائق "سوبارو ايمبريزا" النروجي بتر سولبرغ الذي يعرف تماما طبيعة المنطقة بحكم مشاركته سابقا في رالي لبنان وحضوره العام الماضي في الاردن خلال بطولة الشرق الاوسط حيث استكشف المسار فوصف المرحلة الجديدة بأنها افضل ما شاهده طوال مسيرته.
ولفت السائق الاشقر الملقب ب"هوليوود" متابعي الراليات في الشرق الاوسط الى انهم سيرون افضل عرض على الاطلاق: "لقد استمتعت فعلا خلال زيارتي في العام الماضي بالمراحل المميزة والجمهور الشغوف بهذه الرياضة. سأكون سعيدا بالمساهمة في انجاح هذا الرالي".
ويبقى ان امل الاردنيين بتثبيت رالي بلادهم على روزنامة البطولة سيكون مرتبطا بثلاثة ايام يقف امامها الاردن امام انجاز تاريخي جديد في 2008 قد يضاهي اختيار مدينة البتراء التاريخية بين عجائب الدنيا السبع.